تقييم شركة أوليمب تريد

ربما سمعت عن منصة أوليمب تريد Olymp Trade في إعلانات على يوتيوب أو غيرها من منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم الترويج لفرص الثراء والقدرة على شراء السيارات الفاخرة وتحقيق أحلامك المالية. لكن هل هذه الوعود حقيقية أم مجرد أوهام مبالغ فيها لجذب المستثمرين؟ في هذا المقال، سنقوم بتقييم شامل لمنصة أولمب تريد، ونكشف الحقائق وراء ادعاءاتها المثيرة للجدل، لتتمكن من اتخاذ قرار مستنير بشأن الاستثمار معها من عدمه.

معلومات عن اوليمب تريد Olymp Trade

أوليمب تريد Olymp Trade هي منصة لتداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن، وليست منصة لتداول الفوركس أو عقود الفروقات. وهناك فرق كبير بين تداول الفوركس عبر عقود مقابل الفروقات وتداول عقود الأوبشن. من أهم هذه الفروق أنه لا يوجد ترخيص للخيارات الثنائية في أي دولة حول العالم، بينما يوجد ترخيص للسوق الفوركس من قبل هيئات رقابية معتمدة.

تدعي منصة أوليمب تريد أنها منصة موثوقة من خلال الترويج لنفسها على منصات التواصل الاجتماعي وكذلك على موقع يوتيوب من قبل أشخاص ليس لديهم أي خبرة في التداول، وإنما يفعلون ذلك بسبب الأموال التي تدفعها لهم المنصة وتنتهج نفس الاسلوب قرينتها منصة Expert Option فهما وجهان لعملة واحدة. يستهدف هذا الأسلوب الأشخاص عديمي الخبرة في التداول من خلال جذبهم لأحلام الثراء السريع وشراء سيارة الأحلام وما إلى ذلك من الإغراءات.

ومن الجدير بالذكر أن الخيارات الثنائية تعتبر من أكثر أنواع التداول خطورة وصعوبة، حيث يتم التداول على أساس "الربح أو الخسارة الكلية" دون وجود أي مجال للربح الجزئي. كما أن هناك مخاطر عالية جدًا في التداول على هذه المنصات بسبب عدم وجود ضوابط أو رقابة كافية.

تدعي الشركة أنها تعمل في السوق منذ عام 2014 وأنها تقدم خدماتها في 30 دولة حول العالم ويجب الملاحظة ان اغلب منصات الباينري أوبشن تدعي تأسيسها في نفس العام مثل منصة Binomo و منصة Pocket Broker و Pocket option مما يثير التساؤلات والشبهات حول هذه المنصات وكأن مؤسسهم واحد. ورغم ادعاءاتها بأنها مرخصة من قبل لجنة الخدمات المالية في فاونتو، إلا أن هذا الأمر غير صحيح. فبعد فحص تلك التراخيص، تم التأكد من أنه لا يوجد ترخيص يحمل اسم الشركة، مما يعني أنها نصب وخداع.

مصداقية اوليمب تريد

لا توجد أي مصداقية لشركة أو منصة أوليمب تريد Olymp Trade على الإطلاق. الشركة تفتقر تمامًا إلى أي تراخيص رسمية من هيئات رقابية معتمدة لتقديم خدمات التداول. هذا الافتقار للترخيص يعتبر مؤشرًا خطيرًا وحاسمًا على عدم شرعية عمليات الشركة بالكامل.

لقد ثبت بشكل قاطع وجود العديد من حالات النصب والاحتيال المكتشفة على المتداولين من قبل هذه الشركة. حيث تم التلاعب المتعمد بأسعار التداول بطريقة قومية بهدف واضح هو خسارة المتداولين وسلب أموالهم.

تعتمد الشركة بشكل أساسي على أساليب ترويجية مضللة للغاية. مثل دفع أموال لأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي ليروجوا لها دون أن يمتلكوا أي خبرة حقيقية في التداول، وذلك بهدف جذب المستثمرين عديمي الخبرة بأحلام الثراء السريع الوهمية.

وبما أن أوليمب تريد غير مرخصة قانونيًا، فإنها لا تخضع لأي رقابة أو ضوابط من قبل هيئات معتمدة. الأمر الذي يجعل من السهل جدًا عليها التلاعب بالأسعار والبيانات وخداع المتداولين بشكل متعمد.

لذلك، يتضح جليًا أن منصة أوليمب تريد تفتقر بشكل كامل إلى أي مصداقية أو شرعية. وينبغي على المستثمرين تجنب التعامل معها تجنبًا تامًا. فالخيار الأفضل والأمثل دائمًا هو التعامل مع شركات تداول مرخصة ومنظمة من قبل هيئات رقابية معتمدة لضمان حماية حقوقهم والحفاظ على أموالهم بشكل آمن.

أدوات التداول في اوليمب تريد

 طريقة التداول الوحيدة المتاحة في منصة أولمب تريد هي تداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن. وتدعي الشركة أنها تقدم أيضًا خدمات تداول الفوركس، ولكن ما تقصده هنا هو تداول أزواج العملات ولكن من خلال عقود الخيارات أو الخيارات الثنائية، وليس بطريقة عقود الفروقات المتاحة من قبل شركات الفوركس المرخصة.

بالإضافة إلى أزواج العملات (الفوركس)، تدعي الشركة أيضًا أنها تقدم التداول على الأسهم والمؤشرات والعملات الرقمية (العملات المشفرة)، ولكن جميع هذه الأدوات يتم تداولها من خلال عقود الخيارات الثنائية فقط.

يجب التنويه إلى أن تداول الخيارات الثنائية يختلف اختلافًا كبيرًا عن تداول الفوركس بطريقة عقود الفروقات التقليدية. حيث أن الخيارات الثنائية هي عبارة عن مراهنات ثنائية على ارتفاع أو انخفاض سعر الأصل الأساسي خلال فترة زمنية محددة، حيث يكون الربح أو الخسارة كليًا دون وجود أي مجال للربح الجزئي.

لذلك، من المهم فهم الفرق بين تداول الخيارات الثنائية وتداول الفوركس التقليدي، حيث أن الأول يعتبر أكثر خطورة وصعوبة بسبب طبيعته الثنائية "الربح أو الخسارة الكلية". كما أن تداول الخيارات الثنائية غير مرخص ولا يخضع لرقابة في معظم الدول، مما يزيد من مخاطر التعامل معه.

مقر شركة أوليمب تريد Olymp Trade

تدعي شركة أولمب تريد أن لديها مكتب وعنوان يقع في جمهورية فانواتو، ولكن في الحقيقة هذا الكلام غير صحيح. فالشركة لا يوجد لها مكان حقيقي على أرض الواقع، وإنما تقدم خدماتها من خلال الإنترنت فقط.

كما ذكرنا سابقًا، لا يوجد ترخيص للخيارات الثنائية في أي مكان حول العالم، بما في ذلك فانواتو. لذلك، فإن ادعاء الشركة بأنها مرخصة في هذه الدولة هو أمر غير صحيح.

هذه السمة، وهي عدم تواجد مكاتب محلية على أرض الواقع، هي سمة مشتركة بين العديد من الشركات المشبوهة والنصابة حول العالم. حيث يعتمدون على التواجد الافتراضي عبر الإنترنت فقط، وذلك لتجنب الرقابة والمساءلة القانونية.

إن عدم وجود مكاتب حقيقية للشركة يثير العديد من علامات الاستفهام حول مصداقيتها وشرعية عملياتها. فكيف يمكن للمستثمرين التواصل مع الشركة أو طلب المساعدة منها في حال واجهوا أي مشاكل؟ وكيف يمكن التأكد من أن الشركة ستلتزم بالتزاماتها تجاه عملائها؟

أنواع حسابات شركة Olymp Trade

وفقًا لما هو منشور على الموقع الإلكتروني الخاص بمنصة أولمب تريد Olymp Trade، فإنها تقدم نوعين فقط من حسابات التداول:

1- الحساب التجريبي Demo Account: هذا الحساب مخصص للتدريب والتعلم على منصة التداول قبل البدء بالتداول الحقيقي باستخدام أموال حقيقية. يتيح لك الحساب التجريبي تجربة البيئة الحقيقية للتداول دون المخاطرة بأي أموال.

2- الحساب الحقيقي Live Account: هو الحساب الذي يمكنك من خلاله التداول باستخدام أموال حقيقية والمشاركة في السوق الفعلي. يتطلب هذا الحساب إيداع أموال لبدء التداول.

لا تقدم منصة أولمب تريد أي أنواع أخرى من حسابات التداول مثل الحسابات المدارة أو حسابات التداول المميزة أو المخصصة. الخيار الوحيد المتاح هو إما حساب تجريبي أو حساب حقيقي.

طرق السحب والإيداع لدى شركة Olymp Trade

فيما يتعلق بطرق الإيداع والسحب في شركة أولمب تريد Olymp Trade، تقدم الشركة طرق الإيداع والسحب التقليدية المتاحة لدى معظم شركات التداول، باستثناء التحويل البنكي المباشر. وذلك لأن الشركة غير مرخصة، ولا تستطيع فتح حسابات بنكية باسمها.

بدلاً من ذلك، توفر الشركة خيارات الإيداع والسحب من خلال البطاقات الائتمانية والمحافظ الإلكترونية مثل سكريل ونيتلر وغيرها من المحافظ الإلكترونية الشائعة.

هذا الأمر يتماشى مع طبيعة عمل الشركات غير المرخصة والتي تحاول تجنب القنوات المصرفية التقليدية لعدم خضوعها للرقابة والتنظيم من قبل الجهات المختصة.

من ناحية أخرى، قد يرى البعض أن توفير طرق الإيداع والسحب من خلال البطاقات الائتمانية والمحافظ الإلكترونية أمرًا مريحًا وسهلًا للمتداولين. إلا أنه من المهم التنبه إلى أن هذه الطرق قد تكون أقل أمانًا وحماية من التحويلات البنكية التقليدية التي تخضع لضوابط أكثر صرامة.

كيفية الربح من اوليمب تريد؟

الطريقة للربح من خلال تداول الخيارات الثنائية في منصة أولمب تريد هي توقع اتجاه الأداة المالية وتنفيذ صفقة بشرط أن يتحقق هذا التوقع خلال فترة زمنية محددة ولا ينعكس خلالها.

بمعنى أنك إذا قمت بفتح صفقة في اتجاه صاعد لأداة مالية معينة، فأنت تتوقع أن يستمر السعر في الصعود لمدة مثلاً خمس دقائق. خلال هذه الخمس دقائق، لن تستطيع إغلاق الصفقة، وفي حال انعكس السعر واتجه نحو الهبوط، فإنك ستخسر الصفقة.

ومن الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من الشكاوى ضد منصة أولمب تريد تتهمها بالتلاعب في الأسعار بهدف تعمد خسارة المتداولين وعدم تحقيق الأرباح.

هذه الطريقة للتداول تعتبر عالية المخاطر للغاية، حيث إن الربح أو الخسارة يكون كليًا دون وجود أي مجال للربح الجزئي. كما أن التلاعب المزعوم في الأسعار من قبل الشركة يضيف مخاطر إضافية للمتداولين.

ما هو روبوت اوليمب تريد؟

عند الحديث عن تقييم منصة اوليمب تريد Olymp Trade لا يمكن إغفال  نقطة مهمة تتعلق بروبوتات التداول في منصة أولمب تريد. حيث يروج المسوقون التابعون لهذه المنصة لما يُعرف باسم "روبوتات التداول" أو "Expert Advisors".

من المعروف أن روبوتات التداول عبارة عن برامج حاسوبية تقوم بتنفيذ استراتيجيات تداول معينة بناءً على خوارزميات وأوامر مبرمجة مسبقًا. وهي تُستخدم في العديد من الأسواق المالية وليس فقط في تداول الخيارات الثنائية.

على الرغم من أن هذه الروبوتات قد تحقق أرباحًا في البداية، إلا أنها غالبًا ما تفشل في الاستمرار في تحقيق النجاح على المدى الطويل، حيث تنقلب بسرعة إلى تحقيق خسائر.

ومع ذلك، فإن استخدام روبوتات التداول في سوق الخيارات الثنائية يزيد من درجة الخطورة، لأن تنفيذ الأوامر والتداول يتم وفقًا لخوارزميات محددة مسبقًا، وليس بناءً على قرارات بشرية متأنية ومدروسة.

لذلك، فإن استخدام روبوتات التداول في منصات الخيارات الثنائية، خاصةً تلك غير المرخصة مثل أولمب تريد، يضيف مخاطر إضافية للمتداولين. حيث أن هذه الروبوتات قد تكون مبرمجة بطريقة معيبة أو مضللة، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة للمتداولين.

تراخيص منصه Olymp Trade

على الرغم من الادعاءات القوية من قبل منصة أولمب تريد بأنها تمتلك تراخيص من لجنة الخدمات المالية في جمهورية فانواتو، إلا أنه بعد عملية الفحص والتواصل مع الهيئة من قبل خبراء، تم التأكيد على أنه لا يوجد ترخيص باسم هذه المنصة أو اسم هذه الشركة.

كما تبين أن الرقم الذي ادعت المنصة أنه رقم الترخيص الخاص بها، لا يوجد أي تراخيص مرتبطة به على الإطلاق. وهذا يؤكد حقيقة أنه لا توجد أي تراخيص لتداول الخيارات الثنائية صادرة من أي من الهيئات الرقابية حول العالم.

هذا الأمر يكشف عن طبيعة المزاعم الكاذبة والادعاءات المضللة التي تلجأ إليها منصة أولمب تريد، في محاولة لإضفاء المصداقية على عملياتها غير الشرعية. حيث تسعى للترويج لنفسها على أنها شركة مرخصة ومنظمة من قبل هيئات رقابية معترف بها، على الرغم من أن الواقع يثبت عكس ذلك تمامًا.

لذلك، فإن هذه الحقيقة تضيف مزيدًا من علامات الاستفهام حول مصداقية منصة أولمب تريد، وتؤكد على ضرورة توخي الحذر الشديد عند التعامل معها. فعدم وجود ترخيص من هيئات رقابية معتمدة يعني غياب الرقابة والإشراف على عمليات الشركة، مما يزيد من مخاطر التعرض للغش والاحتيال.

هل اوليمب تريد نصابة؟

يتضح بشكل قاطع أن منصة أولمب تريد Olymp Trade تعتبر من المنصات النصابة وغير الشرعية. وهذا يتجلى من خلال النقاط التالية المستقاة من تجارب المستخدمين:

لا توجد أي تراخيص حقيقية لمنصة أولمب تريد من هيئات رقابية معترف بها، وادعاءاتها بامتلاك تراخيص مزيفة وغير صحيحة.

هناك العديد من حالات النصب والاحتيال التي تعرض لها المتداولون من خلال التلاعب المتعمد بأسعار التداول من قبل المنصة بهدف خسارتهم وسلب أموالهم.

تعتمد المنصة على أساليب ترويجية مضللة مثل دفع أموال لأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي لجذب المستثمرين بأحلام الثراء السريع الوهمية دون امتلاكهم أي خبرة حقيقية في التداول.

عدم وجود مكاتب حقيقية للشركة على أرض الواقع، مما يثير الشكوك حول مصداقيتها وقدرتها على الالتزام تجاه عملائها.

تروج المنصة لاستخدام روبوتات التداول التي غالباً ما تفشل وتؤدي إلى خسائر كبيرة للمتداولين.

لذلك، بناءً على هذه النقاط المستقاة من تجارب المستخدمين، يمكن القول بأن منصة أولمب تريد تعتبر منصة نصابة وغير شرعية تماماً، ويجب تجنب التعامل معها لحماية الأموال والاستثمارات.

هل التداول على اوليمب تريد حلال أم حرام؟

الحكم الشرعي للتداول على منصة أولمب تريد يجب أن ينظر إليه من خلال حكم تداول الخيارات الثنائية التي تقدمها هذه المنصة. وبناءً على الفتوى رقم 188587 المنشورة على موقع إسلام ويب، فإن تداول الخيارات الثنائية يعتبر من الخيارات المحرمة شرعًا.

وقد استدلت هذه الفتوى على حرمة تداول الخيارات الثنائية بقرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في فتواه رقم 167933، والتي تنص على أن عقود الخيارات الثنائية من العقود المحرمة شرعًا لما تنطوي عليه من غرر فاحش ومقامرة محرمة.

لذلك، فإن التداول على منصة أولمب تريد، والتي تقدم خدمات تداول الخيارات الثنائية فقط، يعتبر محرمًا شرعًا وفقًا لهذه الفتوى والقرارات الصادرة عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي. حيث تصنف هذه العقود على أنها عقود مقامرة وغرر محرم، ولا يجوز للمسلمين التعامل بها.

ومن المهم التنبه إلى أن هذا الحكم الشرعي ينطبق على تداول الخيارات الثنائية بشكل عام، سواء كان ذلك على منصة أولمب تريد أو أي منصة أخرى تقدم هذا النوع من التداول. فالعبرة هي بطبيعة العقد وليس بالمنصة أو الشركة التي تقدمه.